الخميس، 30 يوليو 2015

الدرس الثامن ( 69-80)

﷽ 
الحمدلله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه .. وبعد

نصاب اليوم : 69-80 

بدأنا بالمقطع الرابع ،
وأخذنا منه الموضوع الاول
،نأخذ اليوم بإذن الله الموضوع الثاني 

🔹🔹الموضوع الثاني : مخاطبة فرق أهل الكتاب وبيان حقائقهم ( ٦٩: ٨٠)

♦️(وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [سورة آل عمران : 69]

⭕️يتمنى أحبارٌ من أهل الكتاب من اليهود والنصارى أن يضلوكم ـ أيها المؤمنون ـ عن الحق الذي هداكم الله له، وما يضلون إلا أنفسهم؛ لأن سعيهم في إضلال المؤمنين يزيد في ضلالهم هم، وما يعلمون عاقبة أفعالهم.

♦️(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) [سورة آل عمران : 70]
⭕️يا أهل الكتاب من اليهود والنصارى لِمَ تجحدون بآيات الله التي أنزلت عليكم وما فيها من دلالةٍ على نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأنتم تشهدون أنه الحق الذي دلت عليه 

♦️(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة آل عمران : 71]

⭕️يا أهل الكتاب لم تخلطون الحق الذي أُنزل في كتبكم بالباطل من عندكم، وتخفون ما فيها من الحق والهدى، ومنه صحة نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأنتم تعلمون الحق من الباطل والهدى من الضلال.

♦️(وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة آل عمران : 72]

⭕️وقالت جماعة من علماء اليهود: آمنوا في الظاهر بالقرآن الذي أُنزِل على المؤمنين أول النهار ، واكفروا به آخره، لعلهم يشُكُّون في دينهم بسبب كفركم به بعد إيمانكم فيرجعون عنه قائلين: هم أعلم منا بكتب الله وقد رجعوا عنه.

⭕️فتصديقهم إنما هو مكر وخداع ونفاق ،وإلا فإنهم كانوا يتواصون فيما بينهم قائلين( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) ⤵️⤵️

♦️(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة آل عمران : 73]

⭕️أي: ولا تصدقوا وتُقِرُّوا إلا لمن كان يهوديًا على دينكم،
⭕️قل أيها الرسول: إن الهدى إلى الحق هو هدى الله تعالى، لا ما أنتم عليه من تكذيب وعناد، مخافة أن يؤتى أحد من الفضل مثل ما أوتيتم، أو مخافة أن يحاجوكم عند ربكم إن أقررتم بما أُنزل عليهم،
⭕️قل أيها الرسول: إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده، لا يقتصر فضله على أمة دون أمة، والله واسع الفضل عليم بمن يستحقه.

♦️(يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74))
⭕️يختص برحمته من يشاء من خلقه، فيتفضل عليه بالهداية والنبوة وأنواع العطاء، والله ذو الفضل العظيم الذي لا حدّ له.

♦️(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة آل عمران : 75]

⭕️ وهنا ينصف القرآن أهل الكتاب ،فهم ليسوا سواء في خيانة الأمانة ،
 فمن أهل الكتاب مَنْ إن تَسْتأمِنه على مال كثير يؤدِّ إليك ما ائتمنته عليه، ومنهم من إن تَسْتأمِنه على مال قليل لا يؤدِّ إليك ما ائتمنته عليه إلا إن ظللت تُلحُّ عليه بالمطالبة والتقاضي ،

⭕️ذلك من أجل قولهم وظنهم الفاسد: ليس علينا في العرب وأكل أموالهم إثم ؛ لأن الله أباحها لنا، يقولون هذا الكذب وهم يعلمون افتراءهم على الله.

♦️(بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [سورة آل عمران : 76]

⭕️ليس الأمر كما زعمتم، بل عليكم حرج، لكن من أوفى منكم يا أهل الكتاب بالعهد الذي عاهدكم الله عليه من الإيمان بمحمد ﷺ  إذا بُعث ،ووفى بعهده مع الناس فأدى الأمانة، ( واتقى) الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ فإن الله يحب المتقين وسيجازيهم على ذلك أكرم الجزاء.  

♦️(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة آل عمران : 77]

⭕️إن الذين يستبدلون بعهد الله ووصيته التي أوصى بها في الكتب التي أنزلها على أنبيانهم, عوضًا وبدلا خسيسًا من عرض الدنيا وحطامها,
⭕️أولئك :
🔺لا نصيب لهم من الثواب في الآخرة,
🔺ولا يكلمهم الله بما يسرهم,
🔺ولا ينظر إليهم يوم القيامة بعين الرحمة,
🔺 ولا يطهرهم من دنس الذنوب والكفر, 
🔺ولهم عذاب أليم.


⭕️وقد وردت أحاديث كثيرة في التحذير من الحلف الكاذب ،فعن أبي ذر رضي الله عنه ،عن النبي صل الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ،ولهم عذاب أليم ،قال: فقرأها رسول الله صل الله عليه وسلم ثلاثا مرارا ،فقال ابوذر : خابوا وخسروا ،من هم يا رسول الله ؟ قال: المسبل والمنان ،والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) اخرجه مسلم

♦️(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة آل عمران : 78]

⭕️يخبر الله تعالى عن تحريفهم للكتب السماوية التي أنزلت عليهم ،فيحرفونه ويزيدون فيه وينقصون منه حسب الحاجة ،ويقولون بكل جرأة ووقاحة هو من عند الله كذبا وافتراءا 

⭕️ثم أخبر أنهم يفعلون ذلك عمدا ،فقال تعالى ( ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) 


♦️(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) [سورة آل عمران : 79]

⭕️بعد أن ذكر تحريف اليهود للتوراة ،انتقل إلى تحريف مشابه له وهو ما تسبب به افتراءهم وكذبهم هذا في أنهم عبدوا عيسى وعزير عليهما السلام ،ولهذا قال ردا عليهم ⚡️( ما كان) ولا ينبغي⚡️(لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) فيصبح ذا علم وحكمة وقرب من الله تعالى ⚡️( ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ) ،⚡️( ولكن كونوا ربانيين) علماء عاملين تخلصون العبادة لله تعالى ⚡️( بما كنتم تعلمون الكتاب ) للناس⚡️ ( وبما كنتم تدرسون ) الكتاب وتحفظون الفاظه 


♦️(وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة آل عمران : 80]

⭕️ولا يمكن لهذا النبي الصادق ان يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين من دون الله اربابا لأن هذا من الكفر ،فهل ممكن أن يأمركم النبي الصادق بالكفر بعد ان اصبحتم مسلمون ،هذا لا يكون

وبنهاية هذه الاية نكون انتهينا من الموضوع الثاني : مخاطبة فرق أهل الكتاب وبيان حقائقهم ( ٦٩: ٨٠)
من المقطع الرابع من سورة ال عمران 

▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️

✨  لمسات بيانية ✨

↙️72
قال تعالى فى سورة آل عمران (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72))
 وفي هذه الآية طريفة تُذكر وفيها فائدة وهي أن الكسائي وكان من أحد القُرّاء وعالم نحو كان مؤدباً لأولاد الرشيد وكان ذا صوت جميل فيقول صلّيت بالرشيد يوماً فأعجبتني نفسي (إذا أحب الله عبداً ينبهه الى خطئه) والاعجاب بالنفس قد يُحبِط العمل قال والله أخطأتُ خطأ لا يخطئه الصبيان قرأت (يرجعين) فتهيّب الرشيد أن يردها عليّ فلما انتهيت قال الرشيد يا كسائي قراءة مَنْ هذه؟ قلت يا أمير المؤمنين قد يكبو الجواد فقال فنعم. وهذا نوع من التربية  فينبغي للانسان أن لا تعجبه نفسه فيؤدّب.

↙️74
*ما دلالة وصف الفضل بالعظيم فى الآية (74) آل عمران؟(د.حسام النعيمى)


⚪️قال تعالى:(وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) آل عمران. 

⚪️هنا الفضل منسوب مباشرة ومسند الى الله تعالى فجاء بلفظ العظيم وكذلك ذكر الرحمة الواسعة فذكر العظيم.و جاءت بلفظ العظيم معرّفاً لأن ما قبلها معرّفاً ⚪️ويأتي بالتنكير عندما يكون قد سُبِق بالتنكير (عظيم)  كما في آية سورة آل عمران(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) فضل جاءت نكرة فجاء لفظ عظيم نكرة ايضاً.

↙️75
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا (75) آل عمران) 
إن الفعل (يأمن) يتعدى بحرف الجر (على) فنقول: أمنته على سِرّي وقال تعالى على لسان يعقوب (هل آمنكم عليه) فلِمَ عدّى الفعل ( تأمنه) في الآية بالباء فقال (تأمنه بقنطار) دون تأمنه على قنطار؟(ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️الحرف (على) يدل على التمكن فإذا قلت أمنته على سِرّي أي جعلته متمكناً منه وراعياً له. وفي هذه الآية (إن تأمنه بقنطار) عُدِّيَ الفعل تأمنه بالباء للإيماء إلى أن هذه الأمانة أريد بها المعاملة والوديعة والأمانة بالمعاملة.

↙️78
ما دلالة تكرار الكتاب فى قوله تعالى (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) آل عمران)؟(ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️لاحظ التكرار في هذه الآية فقد كرّر الله تعالى كلمة الكتاب مع أن النظم كان يستقيم لو قيل: لتحسبوه من الكتاب وما هو منه، ويقولون هو من عند الله وما هو من عنده، لكنه جاء بهذا التكرار لقصد الاهتمام بالإسمين: الكتاب ولفظ الجلالة وذلك يجرّك إلى الاهتمام بما يتعلق بهما من خبر.

↙️79
ماذا نفهم من قوله (ولكن كونوا ربانيين)؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️قال تعالى (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) آل عمران) لو تأملت في هذه الآية المحكمة السبك لوجدت نفسك تغوص في عجائب فصاحة القرآن الكريم وقوة نظمه. انظر كيف يختار القرآن ألفاظه ليرقى إلى أعظم المعاني التي تعجز عنها ألسنة البشر إذ كان بمقدوره أن يتمم هذه الآية من جنس الجزء السابق فيقول" ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا عباداً لله. فماذا نفهم من قوله (ولكن كونوا ربانيين)؟ إن الربّاني هو المنسوب إلى الربّ وما ذاك إلا لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه ليكون المعنى على أقوى ما يكون أي أن يكونوا مخلصين لله تعالى دون غيره.

↙️80
وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80) آل عمران) لقد جاء السياق القرآني بالنفي وتعلم أن النفي أعمّ من النهي فهلاّ قيل في هذه الآية (وينهاكم) بدل (ولا يأمركم)؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️الجواب في هذه الآية لطيفة يمكن أن تستشفّها حين تعلم أن المسيح عليه السلام لم ينههم عن إتخاذ الملائكة والنبيين أرباباً لأنه لا يخطر بالبال أن تتلبّس به أمة متدينة، فاقتصرت الآية بنفي الأمر لا بالنهي ولذلك عقّب بالاستفهام الإنكاري (أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون)
▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️

✨إضاءات✨

1. لا تجعل يمينك وحلفك بالله هو سبب بيعك وربحك، (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

2. إحقاق الحق وبيان ما عند الخصم من إيجابيات منهج إسلامي في إنصاف الخصوم،(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا).

3. الكبر واحتقار الناس سبب من أسباب أكل أموال الناس بالباطل،( ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ).

4. سل الله- تعالى- من فضله ورحمته، 
ففضله أوسع مما يتخيله عقل،
( قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ
 وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

▪️▫️▪️▫️▪️▫️▪️▫️

قراءة تفسير السعدي لسورة  آل عمران - من الآية (77) إلى الآية (85)
محمد بن علي العرفج
http://ar.islamway.net/lesson/89190/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A9-77-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A9-85

▫️▪️▫️▪️▫️▪️
💫سؤال اليوم 💫
أكملي :
 وردت أحاديث كثيرة في التحذير من الحلف الكاذب ،فعن أبي ذر رضي الله عنه ،عن النبي صل الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ،ولهم عذاب أليم ،قال:..... ) اخرجه مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق