الأربعاء، 29 يوليو 2015

الدرس الخامس (33-44)

﷽ 
الحمدلله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه .. وبعد

نصاب اليوم : 33-44  

انتهينا بفضل الله تعالى من المقطع الأول من السورة ،ونبدأ ان شاء الله ⤵️⤵️

💢المقطع الثاني : اصطفاء الله تعالى لرسله عليهم السلام ( ٣٣: ٤٤) 

🔹لما بيّن الله تعالى في المقطع السابق أن محبته منوطة باتباع الرسول ،فمن اتبعه فهو صادق في حبه لله تعالى ،اتبع ذلك ذكر من أحبهم واصطفاهم ،وجعل منهم الرسل الذين يؤمنون به ويطيعونه 

🔹كما أن هذا المقطع نزل رداً على نصارى نجران لما غلوا في عيسى وجعلوه ابن الله تعالى ،واتخذوه إلها ،ففيه إعلام أن عيسى عليه السلام من ذرية البشر 

♦️(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) [سورة آل عمران : 33]

⭕️يخبر الله تعالى أنه اصطفى واختار آدم عليه السلام ،وهو أبو البشر كلهم ،ونوحاً عليه السلام وهو الأب الثاني للبشر  ،وآل إبراهيم عليه السلام وهو أبو الأنبياء ،وجعل في ذريته النبوة والكتاب 
وآل عمران وهو والد مريم بنت عمران

⭕️وقوله ( على العالمين ) إشارة إلى أنهم من جنس البشر ،يسري عليهم ما يسري على البشر ،وفي هذا تعريض لضلال النصارى في دعواهم 

♦️ثم أكد هذا المعنى بقوله ( (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة آل عمران : 34]

⭕️فهم كلهم من بني آدم ،كما أن بعضهم من بعض في الموالاة في الدين ،ومشتركون في توحيد الله تعالى والإخلاص له

⭕️والحكمة في قصه علينا أخبار هؤلاء الأصفياء أن نحبهم ونقتدي بهم، ونسأل الله أن يوفقنا لما وفقهم، وأن لا نزال نزري أنفسنا بتأخرنا عنهم وعدم اتصافنا بأوصافهم ومزاياهم الجميلة

 ♦️(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة آل عمران : 35]

⭕️ولما ذكر فضائل هذه البيوت الكريمة ذكر ما جرى لمريم والدة عيسى وكيف لطف الله بها في تربيتها ونشأتها، فقال:⚡️ ( إذ قالت امرأت عمران ) أي: والدة مريم لما حملت ⚡️( رب إني نذرت لك ما في بطني محررًا ) أي: جعلت ما في بطني خالصا لوجهك، محررا لخدمتك وخدمة بيتك ( بيت المقدس) ⚡️( فتقبل مني ) هذا العمل المبارك⚡️ ( إنك أنت السميع العليم ) تسمع دعائي وتعلم نيتي وقصدي


♦️(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [سورة آل عمران : 36]

⭕️فلما تمَّ حملها ووضعت مولودها قالت: ربِّ إني وضعتها أنثى لا تصلح للخدمة في "بيت المقدس" -والله أعلم بما وضَعَتْ, وسوف يجعل الله لها شأنًا- وقالت: وليس الذكر الذي أردت للخدمة كالأنثى في ذلك; لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقْوَم بها, وإني سمَّيتها مريم, وإني حصَّنتها بك هي وذريَّتها من الشيطان المطرود من رحمتك.

⭕️وقد استجاب الله دعائها وأعاذها هى وابنتها من الشيطان الرجيم ،كما قال النبي صل الله عليه وسلم ( ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه ،إلا مريم وابنها ) اخرجه البخاري

♦️(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة آل عمران : 37]

⭕️ ( فتقبلها ربها بقبول حسن ) أي: جعلها نذيرة مقبولة، وأجارها وذريتها من الشيطان ( وأنبتها نباتًا حسنًا ) أي: نبتت نباتا حسنا في بدنها وخلقها وأخلاقها، لأن الله تعالى قيض لها زكريا عليه السلام ( وكفلها ) إياه، وهذا من رفقه بها ليربيها على أكمل الأحوال، فنشأت في عبادة ربها وفاقت النساء، وانقطعت لعبادة ربها، ولزمت محرابها أي: مصلاها

⭕️وكان من تمام ذلك أن جعل نبيه زكريا عليه السلام  كافلا لها ،لتقتبس من علمه وصلاحه ،وقيل انه زوج خالتها ،وقيل انه زوج أختها كما جاء في الصحيح ،عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال ( فلما خلصتُ فإذا يحيى وعيسى هما ابنا الخالة ) أخرجه البخاري 

⭕️تنتقل الآيات لتخبر عن أحد أوجه الإكرام والإصطفاء لمريم عليها السلام⚡️ ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) ،فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف ،وفاكهة الصيف في الشتاء ،فيسألها ⚡️( أنى لك هذا ) فتقول ⚡️( هو من عند الله ) الرزاق الكريم ⚡️( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) 

♦️(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [سورة آل عمران : 38]

♦️(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [سورة آل عمران : 38]

⭕️لما شاهد زكريا رزق الله تعالى لمريم بنت عمران على غير المعتاد من سُننه تعالى في الرزق؛ رجا أن يرزقه الله ولدًا مع الحال التي هو عليها من تقدم سنِّه وعُقْم امرأته، فقال: يا رب، هب لي ولدًا طيبًا ، إنك سميعٌ لدعاء من دعاك، عليمٌ بحاله.

♦️(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة آل عمران : 39]

⭕️فاستجاب له ربه ، ونادته الملائكة مخاطبة له وهو في حال قيامه للصلاة في مكان عبادته بقولها:
إن الله يُبشّرك بولد يولد لك اسمه يحيى.
 
♦️ثم جاءت في البشارة ما يكون عليه يحيى عليه السلام من صفات وهي :

🔹 أن يكون ( مصدقًا بكلمة من الله ) وهو عيسى ابن مريم ـ لأنه خُلِق خلقًا خاصًّا بكلمة من الله ـ 

🔹 أنه يكون ( سيدا ) أي سيدًا على قومه في العلم والعبادة
 
🔹انه يكون ( حصورا ) مانعًا نفسه وحابسها عن الشهوات ومنها قُرْبان النساء ، متفرغًا لعبادة ربه

🔹أنه يكون ( نبيا من الصالحين )

♦️( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)( ال عمران٤٠)

⭕️فقال زكريا فرحاً متعجباً { رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر } وكل واحد من الأمرين مانع من وجود الولد، فكيف وقد اجتمعا، فأخبره الله تعالى أن هذا خارق للعادة، فقال: { كذلك الله يفعل ما يشاء } فكما أنه تعالى قدر وجود الأولاد بالأسباب التي منها التناسل، فإذا أراد أن يوجدهم من غير ما سبب فعل، لأنه لا يستعصي عليه شيء، فقال زكريا عليه السلام استعجالا لهذا الأمر، وليحصل له كمال الطمأنينة.⤵️⤵️

♦️(قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [سورة آل عمران : 41]

⭕️ فرح زكريا عليه السلام بهذه البشارة ،وطلب علامة ليعرف بها حصول الحمل والولد ،فكانت الآية عدم  استطاعته النطق بدون مرض ولا علة 

⭕️ثم أمره الله بكثرة الذكر والتسبيح آناء الليل وأطراف النهار ،وهو ما قام به زكريا عليه السلام خير مقام ،بل زاد على ذلك أن أمر قومه بفعل ما أُمر هو به 
(فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) [سورة مريم : 11]

⭕️ وهنا تتوقف الآيات عن ذكر المزيد عن قصة يحيى عليه السلام ،وتنتقل إلى قصة مريم عليها السلام

♦️(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) [سورة آل عمران : 42]

⭕️تبين الآيات اصطفاء الله تعالى لمريم عليها السلام ،وتفضيلها على نساء العالمين ،وذلك لكثرة عبادتها وزهدها وشرفها ،وطهرها من الاكدار والوسواس ،واصطفاها مرة اخرى لفضلها على نساء العالمين 

⭕️قال رسول الله صل الله عليه وسلم (  خير نساءها مريم ابنة عمران ،وخير نسائها خديجة ) اخرجه البخاري 

♦️(يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) [سورة آل عمران : 43]

⭕️ثم أمرتها الاملائكة بكثرة العبادة والخشوع والخضوع والسجود والركوع لله تعالى 

⭕️وهذا الخطاب تمهيد ضروري لما سيكون بعد ذلك من بشارة بعيسى عليه السلام ،وهو أمر مهول جدا على المرأة الحرة الشريفة ،فكيف بامرأة هي من أكمل نساء العالمين 

♦️(ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [سورة آل عمران : 44]
⭕️ثم وصلت الآيات إلى نتيجة حتمية بأن تلك الأخبار من الماضي نوحيها إليك يا محمد ،وهي من دلائل نبوته صل الله عليه وسلم ،ومن دلائل إعجاز القرآن العظيم ،لأن النبي محمد صل الله عليه وسلم ما كان هناك ،ولا عاش هذه الحوادث ،وما كان عندهم وهم يقترعون أيهم يكفل مريم ،وما كان لديهم وهم يختصمون
⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️

✨  لمسات بيانية ✨

↙️آية 36
وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) آل عمران) انظر إلى التوكيد بـ (إنّ) في (وإني أعيذها) مع أن المقام مستعمل في إنشاء الدعاء فما الظل الذي يلقيه هذا التأكيد على العبارة؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️إن مجيء مريم بنتاً خلافاً لما كانت ترجو أمها وتأمل يؤذن بأنها ستُعرِض عنها فلا تشتغل بها فقالت (وإني أعيذها) مؤكدة هذا الخبر والدعاء بإظهار الرضى بما قدّر الله تعالى لها ولذلك انتقلت إلى الدعاء لها تعبيراً عن الرضى والمحبة.


↙️آية 37
ما سر الاختلاف في استعمال (وكفّلها زكريا) (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا (37) آل عمران) بالتضعيف و(أكفلنيها) بالهمزة (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) ص)؟(د.حسام النعيمى)

⚪️هي من الكفالة. الكافل الذي يتولى التربية والرعاية والتوجيه هذا الكافل فهو قد كفله هذا المولود أو الإنسان.
 لما يُضعّف (كفّلها) كفّلت مثل علّمت فيه معنى التكثير والمبالغة والتدرج.
 لما أُكفّل شيئاً معناه أتدرج في تربيته وأتدرج في أمره. (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) جعله يكفلها مع التشدد مع أنه يتدرج في كفالتها.

⚪️فى سورة ص أكفلها : مجرد إيصال الكفالة. (أكفلينها) يعني أعطني هذه النعجة أجعلهامع نعاجي أى أكفلنى اياها.

↙️آية 39
قال تعالى (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ (39) آل عمران)
 انظر إلى الاسلوب الذي جاءت به البشرى لزكريا كيف بدأت الآية بالفاء العاطِفة إيذاناً بسرعة الإجابة لدعاء زكريا. 
ثم عبّر عن البشرى بالنداء وكأنه نداء من بعيد تعبيراً عن فرح الملائكة العظيم باستجابة الله تعالى لدعاء زكريا.


↙️آية 43
ما اللمسة البيانية في ترتيب  القنوت والركوع والسجود في الآية (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران)؟ (د.فاضل  السامرائى)


⚪️أما اللمسة البيانية في الآية (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) هذه كلها لم تتكرر لأنه لم يخاطب بها أنثى لكن هذه الآية متدرجة من الكثرة إلى القلة، اقنتي عموم العبادة في الأصل، قنت أي عبد وخضع (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا (9) الزمر)، 
واسجدي أقل من القنوت واركعي أقل لأن السجود أكثر من الركوع ولكل ركعة سجدتان وهناك سجود ليس في الصلاة كسجود السهو والتلاوة والشكر فالسجود أكثر من الركوع. 

↙️لماذا التدرج من الكثرة إلى القلة؟ في آية أخرى تدرج من القلة إلى الكثرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) الحج). في الآية قال واركعي مع الراكعين والراكعين مذكّر وصلاة المرأة في بيتها أكثر، لمّا قال مع الراكعين (مع الرجال في المساجد) مفضولة ولو صلّت في بيتها لكان أفضل. لما قال مع الراكعين أخّرها وقدّم ما هو أفضل. الرسول  قال لا تمنعوا النساء مساجد الله لكن صلاتها في البيت أفضل. في آية أخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) بدأ من القلة إلى الكثرة وهذا بحسب ما يقتضيه السياق.

⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️

✨إضاءات✨

1. إذا رأيت نعمة من الله على غيرك؛ فادع الله، فإنه لما رأى زكريا كرامة الله- تعالى- لمريم دعا بالولد،(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ).

2. إذا اصطفى الله عبدا لمهمة جليلة؛ عليه أن يقبل على الله- تعالى- شكرا له، واستعانة به على إتمامها، والصبر على أدائها، (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ).

3. اختر الأسماء الحسنة، وسم بها أبناءك وبناتك، كأسماء الأنبياء ونحوهم، ودع الأسماء الرخوة الممجوجة التي انتشرت في زماننا، ( أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ).  

⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️
قراءة تفسير سورة آل عمران - من الآية (31) إلى الآية (44) - محمد بن علي العرفج http://ar.m.islamway.net/lesson/89186/

⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️⚪️⚫️
✨سؤال اليوم ✨
مالحكمة من إخبارنا بقصة آدم وابراهيم وال عمران عليهم السلام ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق