الأربعاء، 29 يوليو 2015

الدرس الرابع ( 19-32)

﷽ 
الحمدلله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه .. وبعد

نصاب اليوم : 19-32   

🔹ذكرنا فيما سبق أن السورة تنقسم إلى تسعة مقاطع ،
💢وتعرضنا للمقطع الأول(١: ٣٢)  وقسمناه إلى ثلاث مقدمات ،
✨ أخذنا منها المقدمة الأولى(١: ٩)  
✨ والثانية ( ١٠: ١٨) ،
✨ واليوم بإذن الله نبدأ المقدمة الثالثة (١٩: ٣٢) 

💢المقدمة الثالثة : الإعلام بانتقال الرسالة والريادة إلى أمة الإسلام ( ١٩: ٣٢) 

♦️(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [سورة آل عمران : 19]

⭕️إن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية؛ والإيمان بالرسل جميعًا إلى خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام، الذي ختم الله به الرسالات، فلا يُقْبَلُ غير شريعته.

⭕️وما اختلف اليهود والنصارى في دينهم وافترقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت عليهم الحجة بما جاءهم من العلم، حسدًا وحرصًا على الدنيا.

 ومن يكفر بآيات الله المنزلة على رسوله فإن الله سريع الحساب لمن كفر به وكذَّب رسله.

♦️(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [سورة آل عمران : 20]

⭕️ثم يأتي التعليم الإلهي للنبي صل الله عليه وسلم بترك من جادل بعد أن عرف الحق وإعلان الإسلام  فقال تعالى ( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن )
كما أمره تعالى بأن يدعو  أهل الكتاب وغيرهم إلى دين الإسلام ،
ثم بعد ذلك إن أسلموا لله واتبعوا شريعته فقد سلكوا سبيل الهدى، وإن أعرضوا عن الإسلام فليس عليك -يامحمد-  إلا أن تبلغهم ما أرسلت به، وأمرهم إلى الله، فهو تعالى بصير بعباده، وسيجازي كل عامل بما عمل. 

♦️(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [21](أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [سورة آل عمران : 22]

⭕️تشير الآيات إلى كفر اليهود وقتلهم الأنبياء والدعاة ،وتهددهم بعذاب أليم يوم القيامة ،فهم الذين خسروا الحياة الطيبة في الدنيا ،والثواب والنعيم في الآخرة ( وما لهم من ناصرين ) يمنعون عنهم العذاب الأليم

⭕️جاء صيغة الفعل ( يقتلون ) بالمضارع لبيان أنهم على طريقة أسلافهم  ،وراضون بأفعالهم ،ولأنهم أرادوا قتل النبي  صل الله عليه وسلم وأتباعه

♦️(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُون( ال عمران ٢٣) َ

⭕️يخبر تعالى عن حال أهل الكتاب الذين أنعم الله عليهم بكتابه، فكان يجب أن يكونوا أقوم الناس به وأسرعهم انقيادا لأحكامه، فأخبر الله عنهم أنهم إذا دعوا إلى حكم الكتاب تولى فريق منهم وهم يعرضون،
⬅️ تولوا بأبدانهم،
⬅️ وأعرضوا بقلوبهم، وهذا غاية الذم، وفي ضمنها التحذير لنا أن نفعل كفعلهم، فيصيبنا من الذم والعقاب ما أصابهم، بل الواجب على كل أحد إذا دعي إلى كتاب الله أن يسمع ويطيع وينقاد، كما قال تعالى { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا }

♦️(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُون ( آل عمران ٢٤) َ

⭕️والسبب الذي غر أهل الكتاب بتجرئهم على معاصي الله هو قولهم { لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون } افتروا هذا القول - أن النار لن تمسهم يوم القيامة إلا أيامًا قليلة ، ثم يدخلون الجنة، - فظنوه حقيقة  فغَرَّهم هذا الظن الذي زعموه فتجرؤوا على الله ودينه.

♦️(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [سورة آل عمران : 25]

⭕️ثم حذرهم الله تعالى من يوم الحساب ،فقال : كيف سيكون حالهم يوم القيامة وقد افتروا على الله وكذبوا رسله وقتلوا أنبياؤه ،والله جامعهم ومحاسبهم ومجازيهم

♦️( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة آل عمران : 26]

⭕️شير الآيات إلى تفرد الله تعالى بالملك وتصرفه فيه ، فهو سبحانه مالك الملك ،يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ،ويعز من يشاء ويذل من يشاء ،وهو على كل شئ قدير 

⭕️وفي الآية إشارة إلى أن الله تعالى يختار من يشاء من عباده لحمل رسالته .

⭕️وفي الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله على رسوله ﷺ  وعلى هذه الأمة ،
لأن الله تعالى حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي الأمي صل الله عليه وسلم 

♦️(تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة آل عمران : 27]

⭕️ومن مظاهر قدرتك أنك تدخل الليل في النهار فيطول وقته، وتدخل النهار في الليل فيطول وقته، وتخرج الحي من الميت؛ كإخراج المؤمن من الكافر والزرع من الحب، وتخرج الميت من الحي؛ كالكافر من المؤمن، والفرخ من البيضة، وترزق من تشاء رزقًا واسعًا من غير حساب وعدّ.
⭕️هذه الآية متصلة بالآية السابقة ،فهذه كلها دلائل الملك والإرادة ،فلا أحد يجادل الله تعالى في ملكه ،وتصرفه في الموت والحياة ،والليل والنهار ،فيجب ألا يجادلوا في أمر النبوة وانتقالها من بني إسرائيل إلى أمة الإسلام 

⭕️وفي استخدام ألفاظ الليل والموت ،والنهار والحياة إشارة لما في الديانات الباطلة المحرفة من ظلمات الجهالة والشرك ،وإلى ما حدث بظهور الإسلام من إبطال تلك الضلالات 

🔹 بعد بيان بغي أهل الكتاب وإعراضهم عن الحق ، تأتي النتيجة المنطقية ، نهى الله تعالى عباده المؤمنين من موالاة الكافرين 
 
♦️(لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [سورة آل عمران : 28]

⭕️ لا تتخذوا ـ أيها المؤمنون ـ الكافرين أولياء تحبونهم وتنصرونهم من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم،
⭕️ فلا حرج أن تتقوا أذاهم بإظهار اللين في الكلام واللطف في الفعال،
⭕️مع إضمار العداوة لهم،
 ويحذركم الله نفسه فخافوه، ولا تتعرضوا لغضبه بارتكاب المعاصي، وإلى الله وحده رجوع العباد يوم القيامة لمجازاتهم على أعمالهم.

♦️(قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة آل عمران : 29]

⭕️ الآية مرتبطة بما قبلها وبالسياق والمحور ارتباطاً وثيقاً ،لأن الآية السابقة تتحدث عن تحريم موالاة الكافرين إلا في حالة خشية الضرر ،وهذا الأمر يتعلق بالسرائر ،فجاءت الآية للتنبيه على إحاطة علم الله تعالى بما يخفون وما يبدون

♦️(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [سورة آل عمران : 30]

⭕️هذه الآية مرتبطة بالتحذير المذكور سابقاً في السياق من الحشر والحساب والجزاء والتحذير من عذاب الله وغضبه ، وكون المصير إلى الله ،فبين ما يكون حينئذ من الحسرة والندامة وتمني المستحيل  

⭕️قال السعدي : يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا } أي: كاملا موفرا لم ينقص مثقال ذرة، كما قال تعالى: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره } 

⭕️{ وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا } أي: مسافة بعيدة، لعظم أسفها وشدة حزنها،

 ⭕️فليحذر العبد من أعمال السوء التي لا بد أن يحزن عليها أشد الحزن، وليتركها وقت الإمكان قبل أن يقول⚡ { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }⚡ { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض }⚡ ⚡{ ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلا } { حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين }

 ⭕️فوالله لترك كل شهوة ولذة وان عسر تركها على النفس في هذه الدار أيسر من معاناة تلك الشدائد واحتمال تلك الفضائح، ولكن العبد من ظلمه وجهله لا ينظر إلا الأمر الحاضر

♦️(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة آل عمران : 31]

⭕️وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال { قل إن كنتم تحبون الله } أي: ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لابد من الصدق فيها،

 ⭕️وعلامة الصدق :
🔹اتباع رسوله ﷺ  في جميع أحواله،
🔹 في أقواله وأفعاله
🔹في أصول الدين وفروعه
🔹في الظاهر والباطن

⭕️ فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه :
 🔺محبة الله تعالى
🔺 وأحبه الله وغفر له ذنبه
🔺 ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته

♦️ ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [سورة آل عمران : 32]

⭕️ وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، فعلى حسب حظهم من اتباع الرسول يكون إيمانهم وحبهم لله، وما نقص من ذلك نقص

⭕️وختمت الآيات بالأمر طاعة الله تعالي ورسوله  محمد صل الله عليه وسلم ،وحذرت من الإعراض عن ذلك لأنه كفر ( فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )

🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺🔺

✨  لمسات بيانية ✨

↙️آية 19
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) آل عمران) هل عددت كلمات هذه الآية؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️إنها على قِلّتها استطاعت أن تأتي ببيان عظيم الدين الإسلامي وفضيلته بأجمع عبارة وأوجزها. لقد جاءت الآية على صفة الحصر، حصر الدين في الإسلام دون غيره وذلك لتعريف إسم (إنّ) أي الدين وخبره أي الإسلام وكأن الله تعالى يقول لا دين إلا الإسلام. ألا ترى أنك تقول أحمد الناجح فتحصر النجاح بأحمد بخلاف أحمد ناجحٌ أي هو ناجح من بين الناجحين. ثم أكّد الله تعالى انحصار الدين بالإسلام أكثر باستعمال حرف التوكيد (إنّ).

↙️آية 21
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ (21) آل عمران) قال تعالى (بغير حق) أفيجوز قتل النبيين بحق؟ وهل من حق في قتل النبيين؟(ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️للوهلة الأولى يظن الغافل عن بيان الله تعالى وقصده أنه يجوز قتل الأنبياء بحق ويحرم قتلهم بغير حق وهذا ضعف في فهم الحكم. فالقيد (بغير حق) جاء في الجملة ليوضح زيادة وتشويه قبح فعل بني إسرائيل بقتل الأنبياء، فتأمل!.

↙️آية 23
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ (23) آل عمران) لقد جاءت الآية بعبارة (أوتوا الكتاب) فما المعنى الذي أضافته عبارة (نصيباً)؟(ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️إن النصيب هو القسط والحظ وقد جاءت نكرة للدلالة على التهاون بهم والتقليل من شأنهم. وجاءت (من) بمعنى التبعيض زيادة في ذلك التهاون والتقليل تعريضاً بأنهم لا يعلمون من كتابهم إلا حظاً يسيراً.


↙️آية 24
ما الفرق بين دلالة الجمع في معدودة ومعدودات؟د.فاضل السامرائى:

⚪️القاعدة: جمع غير العاقل إن كان بالإفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات، فالجارية أكثر من حيث العدد من الجاريات، وأشجار مثمرة أكثر من مثمرات وجبال شاهقة أكثر من حيث العدد من شاهقات ، فهذه من المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع.


⚪️معدودات جمع قلّة وهي تفيد القلّة (وهي أقل من 11) أما معدودة تدل على أكثر من 11، وقد قال تعالى في سورة يوسف (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ) أي أكثر من 11 درهما، ولو قال معدودات لكانت أقل.


⚪️مثال: قال تعالى في سورة آل عمران (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {24}) اختيار كلمة (معدودات) في هذه الآية لأن الذنوب التي ذُكرت في هذه الآية أقلّ.

↙️آية 25
* ما الفرق بين (ماعملت) و (ماكسبت)؟(د.فاضل  السامرائى)

⚪️الآيتان هما (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (111))
 قال وتوفى كل نفس ما عملت 
⚪️وفي آيات أخرى قال (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ (281) البقرة) وآل عمران (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ (25)). 
في آية النحل قال ماعملت. 
⚪️في سياق الأموال يقول (ما كسبت) وفي سياق العمل يقول (ما عملت).

↙️آية 26
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء (26) آل عمران)
 لو تأملت السياق لرأيت أنه يقتضي أن يقول تؤتي الملك من تشاء وتأخذه ممن تشاء للمقابلة بين الإتيان والأخذ كما قابل بين العزة والذل (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) فلِمَ خصّ المُلك بالنزع دون الأخذ؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️إن لفظ النزع يفيد تمسك المالك بملكه وعدم خروجه عنه بسهولة كما يفيد اقتلاع الملك من مقرّه بشدّة لأن المالك لا يتخلى عنه لو كان الأمر بيده.

↙️آية 27
*ما اللمسة اليانية في استخدام فعل (يخرج) وليس الصيغة الاسمية كما فى سورة الأنعام؟ (د.فاضل السامرائى)

⚪️قاعدة نحوية: الإسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد. وهذه الآية تدخل في هذه القاعدة.

⚪️فى سورة الأنعام قال تعالى (إنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)) و (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)) 
⚪️أبرز صفات الحيّ الحركة والتجديد (من الحياة) وقد قال تعالى مع الحيّ (يُخرج الحي من الميت) جاء بالصيغة الفعلية التي تدل على الحركة. ومن صفات الميّت هو السكون لذا جاء بالصيغة الإسمية مع ما تقتضيه من السكون.

⚪️وكلمة (يُخرج) لا تأتي دائماً مع الحركة وإنما تأتي حسب سياق الآيات كما في سورة آل عمران (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {27}) لأن سياق الآيات كلها في التغييرات والتبديلات والأحداث التي تتجدد  (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26})(إيتاء الملك ونزعه، تعز من تشاء وتذل من تشاء، تولج الليل وتولج النهار) كلها في التغيرات وليست في الثبات وهذا ما يُعرف بمطابقة الكلام لمقتضى الحال.

↙️آية28
*ما دلالة تقديم وتأخير كلمة (تخفوا) في آية سورة البقرة وسورة آل عمران؟(د.فاضل  السامرائى)

⚪️قال تعالى في سورة البقرة (لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {284}) وقال في آل عمران (قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {29}). 
⚪️المحاسبة في سورة البقرة هي على ما يُبدي الإنسان وليس ما يُخفي ففي سياق المحاسبة قدّم الإبداء 
⚪️أما في سورة آل عمران فالآية في سياق العلم لذا قدّم الإخفاء لأنه سبحانه يعلم السر وأخفى.

↙️آية 30
وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (30) آل عمران) ما دلالة تعريف العباد ؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️لاحظ لو قلت والله رؤوف بعباده ألا تجد أن المعنى سيكون قاصراً على فئة من العباد دون غيرها إن التعريف في كلمة (العباد) بـ (أل) أفاد الاستغراق فرأفة الله تعالى شاملة لكل الناس مسلمهم وكافرهم.

🔺🔺🔺🔺🔺🔺

✨إضاءات ✨
1. أهل الكتاب لم يؤتوا من قلة علم، وضآلة معرفة، وإنما كان هلاكهم لأنهم وظفوا ما عندهم من علوم ومعارف للبغي بينهم بسبب الحسد، ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ).

2- بشرى وطمأنينة للعباد بكرم الله وفضله وسعته؛ التي لا تحد، وأن الرزق بيده وحده، وما العبيد إلا وسائل يقدرها الله لإيصال هذا الرزق، فإذا سألت؛ فأسال الله،(وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

3. ادع الله- تعالى- أن يرزقك الإخلاص في عملك لله- تعالى- فهو سبحانه عالم بما في قلبك،(قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ).

4. ابتعد عن أماكن السيئات قبل أن تتمنى ذلك، ولا تستطيعه،( وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا).

5. إذا أردت محبة الله؛ فلا بد من اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ).

🔺🔺🔺🔺🔺🔺
💫الرابط الصوتي 💫

قراءة تفسير سورة آل عمران - من الآية (18) إلى الآية (25) - محمد بن علي العرفج http://ar.m.islamway.net/lesson/89184

قراءة تفسير سورة آل عمران - من الآية (26) إلى الآية (30) - محمد بن علي العرفج http://ar.m.islamway.net/lesson/89185/من-الآية-26-إلى-الآية-30

🔺🔺🔺🔺🔺
✨سؤال اليوم ✨
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
🌷عللي:
جاء صيغة الفعل ( يقتلون ) بالمضارع !!

✨سؤال اليوم ✨
ما الواجب علينا كل  إذا دعينا إلى كتاب الله ليحكم بيننا ؟مع ذكر الدليل !
  
 
✨سؤال اليوم✨
اكملي شرح الآية كما شرحها الشيخ السعدي رحمه الله:
قال السعدي : {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا } أي: .............
{ وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا } أي ..........

 فليحذر العبد من ..........، وليتركها ....... قبل أن يقول⚡ { .......... }⚡

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق